" وكذلك جعلناكم أمة وسطا "

أنا مسلم , أنا ضده .

إن الإرهاب هو عمل شنيع وشائن يستهدف المدنيين الأبرياء ولا يمت للإسلام بصلة. يجب علينا جميعاً الوقوف بقوة ضد الإرهاب والعمل معاً لمحاربته وإنهاءه. الإرهاب لا يمثل أي دين أو ثقافة، بل هو عدو للإنسانية بأسرها. يجب علينا جميعاً التضامن مع ضحايا الإرهاب وأسرهم، والعمل على تأمين عالم آمن ومستقر للجميع.

وردت الوسطية في القرآن الكريم، وأُريدَ به: عدل الأمور وخيرها، وذلك في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]، يقول ابن كثير: "والوسط هاهنا: الخيار والأجود"، وبناء على هذا فإن الوسطية في الإسلام هي: خيار الأمور، وهي متمثلة في أوامر الشريعة الإسلامية لأن الشريعة لا تأمر إلا بالخير، وأصل الوسطية في الدين: الدين الإسلامي، لأنه جاء بخير الشرائع حسب ما تقوله مصادر الدين الإسلامي، كما أنه وسط بين طرفين أو أطراف أخرى في مسائل الدين، يقول الطبري: "وأرى أن الله تعالى ذكره إنما وصفهم بأنهم "وسط"، لتوسطهم في الدين، فلا هم أهل غلو فيه، غلو النصارى الذين غلوا بالترهب، وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه - ولا هم أهل تقصير فيه، تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب الله، وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا على ربهم، وكفروا به؛ ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه. فوصفهم الله بذلك، إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها".
الوسطية في المفهوم الإسلامي image
نبذ العنصرية في الإسلام - رؤية قرآنية تزيل الشكوك image
القرأن  الكريم يحث على العدل  المساواة ونبذ العنصرية ضد غير المسلمين، ومن الآيات التي تبين ذلك:
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات: 13)
تعني هذه الآية: "يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن الله عليم خبير."
هذه الآية تؤكد أن جميع البشر متساوون في الأصل وأن الله خلقهم مختلفين في الأجناس والأعراق والقبائل ليتعارفوا ويتعاونوا، وأن الفضيلة تعتمد على التقوى والتقوى هي مواصفة دينية لا ترتبط بالعرق أو الجنس.
إضافة إلى ذلك،الأيه الكريمة:
"وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (المائدة: 48)
تعني هذه الآية: "ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون."
هذه الآية تذكرنا بأن الله جعل الناس مختلفين في الديانات والأديان والعقائد  ليختبرهم ويبتليهم، وأن الاختلاف في العقائد ليس مبررًا للتمييز أو التحيز، بل يجب أن يكون التسابق بين الناس في أعمال الخير والبر والتقوى.
هذه الآيات وغيرها في القرآن الكريم توضح أن الإسلام يعتبر جميع البشر متساوين أمام الله، ويدعو إلى العدل والمساواة ونبذ العنصرية.










هذا وقد حدد الدكتور يوسف القرضاوي بالمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث ضوابط المنهج الوسطي قائلا: "يقوم تيار الوسطية على جملة من الدعائم الفكرية، تبرز ملامحه وتحدد معالمه، وتحسم منطلقاته وأهدافه، وتميزه عن غيره من التيارات"، تتمثل فيما يلي:
     
  •     الملائمة      بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر.
  •     فهم      النصوص الجزئية للقرآن والسنة في ضوء      مقاصدها الكلية.
  •     التيسير      في الفتوى، والتبشير في الدعوة.
  •     التشديد      في الأصول والكليات، والتيسير في الفروع      والجزئيات.
  •     الثبات      في الأهداف، والمرونة في الوسائل.
  •     الحرص      على الجوهر قبل الشكل، وعلى الباطن قبل      الظاهر، وعلى أعمال القلوب قبل أعمال      الجوارح.
  •     الفهم      التكاملي للإسلام بوصفه:      عقيدة      وشريعة، دنيا ودين، ودعوة ودولة.
  •     دعوة      المسلمين بالحكمة، وحوار الآخرين بالحسنى.
  •     الجمع      بين الولاء للمؤمنين، والتسامح مع      المخالفين.
  •     الجهاد      والإعداد للمعتدين، والمسالمة لمن جنحوا      للسلم.
  •     التعاون      بين الفئات الإسلامية في المتفق عليه،      والتسامح في المختلف فيه.
  •     ملاحظة      تغير أثر الزمان والمكان والإنسان في      الفتوى والدعوة والتعليم والقضاء.  
  •     اتخاذ      منهج التدرج الحكيم في الدعوة والتعليم      والإفتاء والتغيير.   
  •     لجمع      بين العلم والإيمان، وبين الإبداع المادي      والسمو الروحي، وبين القوة الاقتصادية،      والقوة الأخلاقية. 
  •     التركيز      على المبادئ والقيم الإنسانية والاجتماعية،      كالعدل والشورى والحرية وحقوق الإنسان.
  •     تحرير      المرأة من رواسب عصور التخلف، ومن آثار      الغزو الحضاري الغربي.
  •     الدعوة      إلى تجديد الدين من داخله، وإحياء فريضة      الاجتهاد من أهله في محله.
  •     الحرص      على البناء لا الهدم، وعلى الجمع لا      التفريق، وعلى القرب لا المباعدة.
  •     الاستفادة      بأفضل ما في تراثنا كله:      من      عقلانية المتكلمين، وروحانية المتصوفين،      واتباع الأثريين، وانضباط الفقهاء      والأصوليين. 
  •     الجمع      بين استلهام الماضي، ومعايشة الحاضر،      واستشراف المستقبل.


ضوابط الأعتدال في الأسلام image

الوسطية والاعتدال.. الطريق لفهم معاني الإسلام

الوسطية حق وعدل وخير ومطلب شرعي أصيل ومقصد أسمى ومظهر حضاري رفيع، فهي أفضل الأمور وأنفعها للناس، كما أنها الاعتدال في كل أمور الحياة ومنهجها. وهي الاستواء والاستقامة والتوسط بين حالتين، بين مجاوزة الحد المشروع والقصور عنه. والوسط لغة بين طرفي الشيء. وجاء في الحديث "خير الأمور أوسطها" وواسطة القلادة الجوهر الذي في وسطها وهو اجودها. الوسطية، توسط بين الطرفين وهو ما يعبر عنه لغة بالاقتصاد، أي موقف الوسط والاتزان، فلا إفراط ولا تفريط. قال الله تعالى:" ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ "فاطر 32، ولا شك أن دين الإسلام دين توسط واعتدال، دين حق وعدل، دين رحمة وسماحة، دين محبة وإخاء قال الله تعالى: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ " البقرة 143، فالوسطية اختيار من الله لهذه الأمة ومنهج الله فيهم تكريم منه سبحانه لتحقيق الأمن والسلام بين الأفراد وزرع الثقة والطمأنينة والإحساس بالآخرين وتحقيق التعاون والتكافل بين الأغنياء والفقراء. إن الحياة الهادئة لا تصلح بغير توسط في الأمور وإن التوفيق بين متطلبات الدين وشؤون الدنيا والمصالح العامة والخاصة أمر مرهون بتوافر القدرة على انجاز المهام كلها. الوسطية تعني أيضا الاعتراف بحرية الآخرين ولا سيما الحرية الدينية، وذلك ما شرعه الإسلام في قوله تعالى " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ "البقرة 256. والوسطية جمع بين المادي والروحي وتلك ميزة الإسلام، ذلك أن للإنسان جسد وروح لقول الله تعالى " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" القصص 77.

اقرأ المزيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*
*
*
*

لقد استجبت بالفعل.

يمكنك تقديم هذا النموذج مرة واحدة فقط.