وردت الوسطية في القرآن الكريم، وأُريدَ به: عدل الأمور وخيرها، وذلك في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]، يقول ابن كثير: "والوسط هاهنا: الخيار والأجود"، وبناء على هذا فإن الوسطية في الإسلام هي: خيار الأمور، وهي متمثلة في أوامر الشريعة الإسلامية لأن الشريعة لا تأمر إلا بالخير، وأصل الوسطية في الدين: الدين الإسلامي، لأنه جاء بخير الشرائع حسب ما تقوله مصادر الدين الإسلامي، كما أنه وسط بين طرفين أو أطراف أخرى في مسائل الدين، يقول الطبري: "وأرى أن الله تعالى ذكره إنما وصفهم بأنهم "وسط"، لتوسطهم في الدين، فلا هم أهل غلو فيه، غلو النصارى الذين غلوا بالترهب، وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه - ولا هم أهل تقصير فيه، تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب الله، وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا على ربهم، وكفروا به؛ ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه. فوصفهم الله بذلك، إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها".
الوسطية في المفهوم الإسلامي image